يخلد الشعب المغربي، يوم 28 فبراير، بكل فخر واعتزاز، تحت القيادة الحكيمة لجلالة الملك محمد السادس، ذكرى الزيارة التاريخية للمغفور له محمد الخامس لمحاميد الغزلان ،و
الذكرى 65 لمعركة الدشيرة الخالدة بما كشفت عنه من ملاحم وبطولات خاضت غمارها طلائع جيش التحرير بالجنوب المغربي في مواجهة المستعمر.
وتسجل هذه المناسبة أيضا الذكرى 47 لجلاء آخر جندي أجنبي عن أقاليم المغرب الجنوبية المسترجعة غداة المسيرة الخضراء المظفرة التي أبدعتها عبقرية المغفور له الحسن الثاني، وجسدت بامتياز التلاحم العميق بين العرش والشعب في ملحمة استكمال استقلال المملكة المغربيّة، وجددت عمليا وبالملموس تأكيد إيمان المغاربة الراسخ ببيعة الرضى والرضوان التي تربطهم بملوك الدولة العلوية .
وتمثل معركة الدشيرة (1958) بحق معلمة بارزة في تاريخ كفاح الشعب المغربي، كان ألحق فيها جيش التحرير هزيمة نكراء بقوات الاحتلال الأجنبي. وشكلت الفترة من 1956 إلى 1960، مرحلة بارزة قدم فيها المغاربة جسيم التضحيات في مناهضة الوجود الأجنبي. واستمرت مسيرة الوحدة في عهد بطل التحرير والاستقلال المغفور له محمد الخامس، باسترجاع مدينة طرفاية سنة 1958.
وتواصلت هذه الملحمة النضالية في عهد المغفور له الحسن الثاني، بكل عزم وإصرار، لتتكلل باسترجاع مدينة سيدي افني سنة 1969، وبالمسيرة الخضراء المظفرة في 6 نوفمبر1975 التي كانت وليدة عبقرية ملك استطاع بأسلوب سلمي حضاري فريد، يستند الى عدالة قضيته الوطنية، من رفع راية الوطن خفاقة في سماء العيون في 28 فبراير 1976 ، مؤذنة بانتهاء فترة الوجود الاستعماري في الصحراء المغربية، قبل أن تتوج هذه الملحمة الغراء باسترجاع إقليم وادي الذهب إلى الوطن يوم 14 اغسطس 1979.
وها هو المغرب اليوم يواصل مسيرته التنموية بقيادة الملك محمد السادس، دفاعا عن الثوابت الوطنية وانسجاما مع المسار التحديثي للمغرب على كافة الواجهات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وتجاوبا مع متطلبات المرحلة التي تقتضي اندماج كافة فئات الشعب المغربي في مسلسل التنمية الشاملة والمستدامة.
وإذ يخلد المغرب، بإكبار وإجلال الذكرى 65 لمعركة الدشيرة الخالدة والذكرى 47 لجلاء آخر جندي أجنبي عن الأقاليم الجنوبية للمملكة، فإن موقفه ثابت من مغربية الصحراء وسيادته الكاملة بلا أدنى مساومة او تنازل عن أي شبر من ترابه.