اقترب شهر رمضان وفيه تحدث العديد من الشعائر المحددة التى قد يبحث الكثيرين عن فضلها مثل صلاة التراويح، فهي من السنن المؤكدة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرغب في قيام رمضان من غير أن يأمرهم فيه بعزيمةٍ، فيقول: من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا، غفر له ما تقدم من ذنب.
صلاها رسول الله صلى الله عليه وسلم مع الصحابة جماعة، ثم خشي النبي عليه الصلاة والسلام أن تفرض على المسلمين فصلاها منفردًا، وظل ذلك حتى وفاة الرسول عليه الصلاة والسلام. في عهد سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه جمعهم ليصلوها مرة أخرى في جماعة، حيث وجد أن بعضهم لا يُحسن القراءة. ليكون هو أول من جمع المسلمين في صلاة التراويح جماعة.
تعتبر صلاة التراويح من السنن المؤكدة، والتي بدأت في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم. لكنه لم يواظب عليها جماعة في المسجد، وذلك خشية أن تُفرض على المسلمين من بعده.
كانت أول صلاة التراويح في آخر عهد النبي صلى الله عليه وسلّم، وكان يصليها في أول الأمر جماعة، ثم صلاها
منفردًا، فقد ورد عن السيدة عائشة رضي الله عنها أنها قالت أن الرسول صلى الله عليه وسلم صلى بالناس صلاة
التراويح ثلاث مرات، ولكن في اليوم الرابع لم يخرج إليهم، وعنندما سأله بعض أصحابه، فقد قال عليه الصلاة والسلام:
“خشيت أن تفترض عليكم، فتعجزوا عنها، فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم والأمر على ذلك”.
لم ترد أي معلومات عن صلاة التراويح في القرآن الكريم بشكل صريح، ولكن ذُكرت صلاة قيام الليل في سورة الزمر الآية 9:
“أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ”.
لكن ذُكرت صلاة التراويح في بعض الأحاديث النبوية، كما روي عن السيدة عائشة رضي الله عنها أنها قالت:
“أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج ذات ليلةٍ من جوف الليل، فصلى في المسجد، فصلى رجالٌ بصلاته، فأصبح الناس، فتحدثوا، فاجتمع أكثر منهم، فصلوا معه، فأصبح الناس، فتحدثوا، فكثر أهل المسجد من الليلة الثالثة، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم، فصلوا بصلاته، فلما كانت الليلة الرابعة عجز المسجد عن أهله حتى خرج لصلاة الصبح، فلما قضى الفجر أقبل على الناس، فتشهد، ثم قال: أما بعد، فإنه لم يخف علي مكانكم، لكني خشيت أن تفرض عليكم، فتعجزوا عنها”. أخرجه البخاري ومسلم.