إلى نساء هذا الكون المخلصات:
لا أعرف كيف أبدأ كلماتي واصفةً كمية صدقنا، وتضحياتنا مع الآخرين؛ كيف يجمعنا مع أبناء آدم أننا من تراب وكيف يميزنا عنهم دموعنا التي تنهمر وإن لزمنا الصمت مسايرةً للقسوة وعدم المبالاة.
نحن من ندّعي السعادة فقط حتى لا نحمل هم الشعور المحزن الذي يعتري أحبابنا فور حزننا، ونحن من نكذب بإجابة سؤال الحال؛ وكذبة تلو كذبة حتى يحين دور كذبة قص الشعر بدافع الزينة وتغيير لونه، ونحن أيضًا من نواري سوء الشعور والخيبة بكلمات نواسي بها ذواتنا ثم نقف بثباتٍ أمام المرآة ولسان حالنا يقول: إن هذا الشعور لا يليق بجمالٍ كجمالكِ، نفي بالوعود وإن كان الثمن صحتنا وأوقاتنا، ولا ننسى وإن تظاهرنا بالنسيان نفعل المستحيل كي لا يظهر أثر الجرح الذي في باطننا..
نحن نساء كلما زاد سوء أفعال بعض أبناء آدم عليهن جعلنَّ السفر إلى الخيال حُجة للحصول على الراحة اللحظية، وفي قمة الألم نتذكر محاسنهم ومواقفهم الرقيقة رغمًا عنّا، نختلق لهم الأعذار وهم الموجعون لصدورنا، لا نؤذيهم كما يؤذون، ولا نخذلهم كما يخذلون، نخلص لدرجة عدم معاملتنا لهم بالمثل، ولو حدث وأشعرونا بمرارة الحياة لا نفكر بردِ السوء؛ نفعل المستحيل فقط لنستعيد ثباتنا وقوتنا وعند عودتهم تصبح أحضاننا لهم وسادةً.
كل عام ونحن الإخلاص الحقيقي والقوة لابن آدم.