تجرح الظروف أقدامي، فتداويها أمي
لأمضي بثباتٍ وكأنها لم تُجرح يومًا..
يكسر خاطري أحدهم، فتعطيني أمي
قلبها بدلًا من خاطري المكسور.. تؤذي
الكلمات أصابعي، فتُقبلها أمي.. أبتسم
وجميعهم يصدقون ابتسامتي؛ باستثناء
أمي التي ترى الشعور الذي خلف
ابتسامتي.. أبكي سرا أمام الله، وفي
مكانٍ آخر ترفع أمي يديها لتخبر الله عن
شعوري. أمي دائما تحميني بصلاحها؛ بقيام
الليل، وبخشوعها وهي تقرأ القرآن بصوتها
العذب، وما من أمرا أشعل نارا في صدري
إلا وطبطبته بدعواتها وكان حضنها وحده
باردا يحتويني في شدة حرارة هذا الأمر،
كما أنه ما من أحد كان يقف معي بحب
حتى آخر عثراتي سواها.
أمي تخاف علي من البشر وأعينهم،
ومن الحزن وتبعاته..
إن أمي اِمرأة الحب الحقيقي، والتفاصيل
الرقيقة في الذاكرة والمكان.
أحب قوتي هذه وشخصيتي من نظرة
أمي، وأحب أنها الواضحة التي يحبها كل
من يراها، والرحيمة التي يبكيها فرح الآخرين
وحزنهم.. كل مكان من جسد أمي لي أمانًا
واكتفاءً، وحبًا وقوةً. أمي سروري وحياتي
في هذه الحياة.