بعد أن كانت بداية عام 2022 مبشرة، وكانت الشركات تتهافت لتعيينات جديدة وسط نقص العمالة ومحاولة اتخاذ قرار بشأن خطة عمل مرنة مناسبة لهم. أطل علينا العام الجديد، بتحول العديد من الشركات إلى خفض الميزانيات ووقف قرارات التوظيف في محاولة للتكيف مع ما يبدو أنه انكماش وشيك.
بيد أن محاولة التأقلم مع التغيير هو جوهر القيادة في عام 2023. كقائد أعمال، فأنت تدرك بطبيعة الحال أن التغيير يحدث باستمرار. تتقلب الاقتصادات بين فترات ركود وانفراجة، وترتفع أسعار الأسهم وتنخفض، وتؤدي التقنيات والصناعات المبتكرة إلى تعطيل الأعمال، وما إلى ذلك.
يمكن أن تختلف الاستجابة النموذجية للتغيير بشكل كبير اعتمادًا على الشخص والبيئة الحالية. يتسرع البعض لاتخاذ إجراء فوري، بينما يتبع البعض الآخر نهج الانتظار والترقب. من الطبيعي أننا كبشر - وكقادة - نشعر بالراحة في وضعنا الحالي ولا نرغب في التغيير، ولكن هذا أمر حتمي.
ولكن ماذا لو بدلًا من مجرد الرد على الاضطرابات والتغيرات، قمنا بتحويلها إلى فرص للابتكار والنمو؟ فيما يلي بعض الاستراتيجيات الأساسية التي ستجدها مفيدة للتأقلم بنجاح في التغيير.
استراتيجيات فعالة لتقبل التغيير وتعقّب الفرص الخفيّة
1- إعادة صياغة التغيير باعتباره إمكانات غير مستغلة
- يعرف القادة المتمرسون أن التعامل مع التغيير سيكون دائمًا جزءًا من طبيعة عملهم. والحل هو أن يعيدوا صياغة التغيير كفرصة غير مستغلة لموظفيهم.
- قبل بضع سنوات، اتخذت إحدى الشركات قرارًا استباقيًا لتغيير نموذج العمل وإجراء تحول رقمي كبير. لم تكن الأمور تسير على ما يرام إذ كانت المنظمة تعمل بشكل أفضل بالطريقة التقليدية.
- لكن الرئيس التنفيذي للشركة كان يؤمن أن هناك طريقة أفضل لخدمة العملاء وهي من خلال التحول إلى نموذج الاشتراك الرقمي، وأن ذلك في صالح العملاء والشركة.
- وبعد اختبار النموذج مع مجموعة فرعية من مندوبي المبيعات والعملاء، سرعان ما أثبتت النتائج أن الفكرة قابلة للتطبيق. إلا أن قرار التحول لم يكن قرارًا سهلاً.
- كانت الشركة بحاجة إلى معالجة كل تفاصيل البيع بدءًا من طريقة البيع وطريقة التعامل مع العملاء، وحتى النموذج المالي للشركة وكيفية تحقيق الإيرادات وحساب المبيعات.
- خلال هذه العملية، كانت مهمة القادة هي مساعدة كل فرد في المؤسسة على تقبل هذا التغيير، وإلا فإن هذا التحول سيفشل ولن تتحقق الفوائد المرجوة منه.
- غالبًا ما نعتقد أن القيادة تدور حول امتلاك "الفكرة الكبيرة". لكن الفكرة ليست سوى نقطة البداية. يحتاج القادة إلى الاستعداد لمواجهة الواقع، والتكيف، والحصول على المدخلات، ثم التكيف مرة أخرى، وإقناع الآخرين بتلك الرؤية. هذا هو العمل الحقيقي للقيادة.
2- ضع خطة لإدارة التغيير بشكل أفضل
- عندما يتعلق الأمر بإدارة التغيير، يكون هناك تباين كبير مثل ألوان الطيف بين الشركات من جميع الأحجام.
- لقد كان أداء بعض قادة الأعمال مذهلًا في تطوير خطط إدارة التغيير التي تتسم بالمرونة والتي تشرك جميع القوى العاملة، في حين أخفق البعض الآخر في تحقيق ذلك.
- يعد وجود خطة لإدارة التغيير صمام أمان من الفشل للمؤسسات وحماية أيضًا للموظفين. إنها إشارة واضحة للموظفين بأنك كقائد تعرف أن التغيير قادم ويمكن الوثوق به لقيادة المؤسسة من خلال التطورات الجديدة.
- يتضمن إنشاء خطة محكمة لإدارة التغيير التنبؤ بالتغييرات التي تتوقعها، وما الإجراءات التي ستتخذها الشركة والأقسام كل قسم على حدة للتقدم.
3- قم بتوصيل خطتك وتوجيهها بالقدوة
- يلعب التعاطف دورًا رئيسيًا في التواصل الفعال مع فريقك. يقوم القادة الناجحون بإشراك موظفيهم بشكل مباشر في التغيير. وليعلموا أن خطة إدارة التغيير لن تكون سوى حبر على الورق إذا فشلوا كقادة في توصيلها لموظفيهم والحصول على دعمهم.
- بغض النظر عن حجم مؤسستك، فإن إحدى أفضل الطرق لتوصيل خطة إدارة التغيير الخاصة بك هي الحصول على تعليقات الموظفين في وقت مبكر من العملية. استمع لهم وهم يعبرون عن مخاوفهم بشأن التغيير المتوقع.
- من الضروري أيضًا مقابلة الأشخاص للحصول على دعمهم بنجاح لخطة إدارة التغيير. حاول ألا تركز كثيرًا على العملية، فالبشر هم من يشكلون فريقك، لذا كن إنسانًا في نهجك.
4- تشجيع القيادة على كل المستويات
- بمجرد حصولك على الموافقة والتواصل مع موظفيك، ثق بقادتك لتولي القيادة والبدء في تنفيذ الخطة داخل أقسامهم وفرقهم الفردية. مع كل فوز صغير، سيجد قادتك الشجاعة والحافز للمضي قدمًا في خطة إدارة التغيير الخاصة بك.
- سيعرفون أنه يمكنهم اللجوء إليك للتعبير عن مخاوفهم أو تقديم التوجيه، لكنهم سيعرفون أيضًا أنك تثق بهم لاتخاذ القرارات المهمة والمضي قدمًا في المبادرة.
- بينما نتطلع إلى الأشهر المقبلة، لا تقلقوا مما سيأتي. استخدم هذه الرؤى واعمل مع موظفيك لإنشاء خطة إدارة التغيير المناسبة لمؤسستك وسوف تبحر بثبات - حتى خلال العواصف – حتى تصل إلى بر الأمان.
المصدر: إنتربينور (Entrepreneur)
Comentarios