هدوء أمني يخفض أسعار النفط وسط توقعات بوقف هجمات الحوثيين في البحر الأحمر

تراجعت أسعار النفط خلال تعاملات يوم الخميس 16 يناير/كانون الثاني، وسط توقعات بوقف الهجمات التي تشنها جماعة الحوثي اليمنية على السفن في البحر الأحمر، بعد الإعلان عن اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة. جاء ذلك بالتزامن مع تقييم المستثمرين لبيانات مبيعات التجزئة الأميركية التي أظهرت قوة الطلب الاقتصادي.

وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت عند التسوية بمقدار 74 سنتًا، أو بنسبة 0.9%، لتسجل 81.29 دولارًا للبرميل. هذا التراجع جاء بعد ارتفاع بنسبة 2.6% خلال جلسة الأربعاء، حيث وصلت الأسعار إلى أعلى مستوى لها منذ 26 يوليو/تموز.

كما هبطت العقود الآجلة للخام الأميركي بمقدار 1.36 دولار، أو بنسبة 1.7%، لتستقر عند 78.68 دولارًا للبرميل. وجاء هذا بعد خسائر تجاوزت دولارين خلال التعاملات المبكرة.

صرّح مسؤولون في قطاع الأمن البحري بأن من المتوقع أن تعلن جماعة الحوثي وقف هجماتها على السفن في البحر الأحمر، مما يخفف من المخاطر على حركة الشحن العالمية. وتسببت هذه الهجمات في الأشهر الماضية في اضطراب الشحن التجاري، حيث اضطرت العديد من السفن لتحويل مسارها عبر رأس الرجاء الصالح، مما أدى إلى ارتفاع التكاليف وزيادة زمن الرحلات.

وقال جون كيلدوف، الشريك في شركة Again Capital بنيويورك: “هدوء الأوضاع في جبهة الحوثيين ووقف إطلاق النار في غزة يساهمان في خفض العلاوة الأمنية على أسعار النفط، ما يدعم استقرار السوق”.

على صعيد آخر، ساهمت بيانات مبيعات التجزئة الأميركية القوية في تعزيز الثقة بقوة الطلب في الاقتصاد الأميركي، لكنها دفعت المستثمرين لتوقع تباطؤ خفض الفائدة من الاحتياطي الفدرالي خلال العام 2025.

لكن تصريحات كريستوفر والر، محافظ الاحتياطي الفدرالي، ساعدت في تقليص الخسائر، حيث أكد أن التضخم الأميركي قد يستمر في الانخفاض، مما قد يتيح خفض أسعار الفائدة بوتيرة أسرع.

في الوقت ذاته، أثار تصعيد العقوبات الأميركية على روسيا، بما في ذلك استهداف القاعدة الصناعية العسكرية ومنتجي النفط، قلق المستثمرين بشأن الإمدادات. ومع بحث المشترين الرئيسيين عن بدائل للنفط الروسي، ارتفعت أسعار الشحن وزادت التكلفة على الأسواق.

ويرى مراقبون أن استمرار ارتفاع أسعار النفط قد يؤدي إلى صدام بين منظمة أوبك والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، المعروف بضغطه السابق على المنظمة لضبط الأسعار خلال ولايته الأولى، خصوصًا إذا اقتربت أسعار خام برنت من مستوى 80 دولارًا للبرميل.