
في تحول ملحوظ عن التصريحات العدائية السابقة، تبنى وزير الخارجية الصيني وانغ يي نبرة أكثر توافقية تجاه الولايات المتحدة خلال مؤتمر صحفي يوم الجمعة، مؤكدًا أهمية “التعايش السلمي” بين القوتين العالميتين رغم التوترات المتصاعدة.
وشدد وانغ على ضرورة عدم فرض “رسوم جمركية تعسفية” أو مقابلة حسن النية بالعداء، مشيرًا إلى أن البلدين يشتركان في مصالح واسعة ومساحة رحبة للتعاون، مما يجعل من الممكن أن يصبحا شريكين يدعمان نجاح بعضهما البعض.
التصعيد التجاري والردود المتبادلة
جاءت تصريحات وانغ بعد ساعات من فرض الصين رسومًا انتقامية على المنتجات الزراعية الأميركية، ردًا على زيادة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الرسوم الجمركية بنسبة 10% على البضائع الصينية.
ورغم الدعوات للتهدئة، لم تخفِ الصين استعدادها للمواجهة، إذ نشرت سفارتها في واشنطن تغريدة عبر منصة إكس جاء فيها: “إذا كانت الحرب هي ما تريده الولايات المتحدة، فنحن مستعدون للقتال حتى النهاية”.
وفي الوقت نفسه، أشار وزير التجارة الصيني وانغ وينتاو إلى أن بكين لا تزال مستعدة لإجراء محادثات مع الولايات المتحدة لمناقشة القضايا التجارية.
الصين وموقفها من الأزمات الدولية
أكد وانغ يي خلال المؤتمر الصحفي أن الصين ستواصل دورها “البنّاء” في السعي لتحقيق “سلام دائم” في الحرب الروسية-الأوكرانية، مع الحفاظ على صداقة وثيقة مع موسكو.
كما شدد على التزام بكين بحل الدولتين في قضية غزة، معتبرًا أن التقدم الحالي نحو هذا الحل لا يزال “نصف خطوة”.
التكنولوجيا والدبلوماسية: رؤية الصين لمستقبلها العالمي
في ظل الضغوط الغربية المتزايدة، أكد وانغ أن محاولات “القمع الخارجي” لم تعرقل التقدم التكنولوجي الصيني، بل جعلت بكين أكثر انفتاحًا على مشاركة ابتكاراتها مع الدول الأخرى بدلاً من احتكارها.
وفي خطوة تعكس توجه الصين لتعزيز وجودها الدبلوماسي عالميًا، كشفت ميزانية الحكومة عن زيادة بنسبة 8.4% في الإنفاق على المساعي الدبلوماسية لهذا العام، مقارنة بزيادة 6.6% في العام الماضي.
Comments