كوريا الجنوبية تشدد الرقابة على واردات المعادن لمواجهة تداعيات رسوم ترمب الجمركية

تعتزم كوريا الجنوبية تعزيز إجراءات الرقابة على واردات المعادن لحماية منتجيها من الإغراق المحتمل في السوق المحلية، وذلك بعد أن مضى الرئيس الأمريكي، دونالد ترمب، قدماً في فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على واردات الصلب والألمنيوم من مختلف الدول.

ورغم أن كوريا الجنوبية، باعتبارها منتجًا رئيسيًا للمعادن في آسيا، لم تتخذ أي رد فعل فوري عقب سريان هذه الرسوم يوم الأربعاء، فإنها اختارت المسار الدبلوماسي. فقد أرسلت سيئول وزير تجارتها إلى واشنطن لتسريع المفاوضات مع الإدارة الأمريكية، وتعهدت بوضع تدابير لدعم شركاتها بحلول نهاية الشهر الجاري.

وتأتي هذه الرسوم ضمن سلسلة من الإجراءات التجارية التي طبقتها إدارة ترمب سابقًا، لكن هذه المرة تم إلغاء الإعفاءات التي كانت تُمنح لعدة دول، كما توسعت التعريفات لتشمل فئات جديدة من المنتجات. وكانت كوريا الجنوبية من بين الدول التي استفادت من الإعفاءات في ولاية ترمب الأولى.

فائض الصلب.. خطر متزايد

تواجه صناعة الصلب العالمية خطر تفاقم فائض العرض نتيجة الرسوم الجمركية الأمريكية، مما يزيد الضغوط على المنتجين والحكومات، خاصة مع تقلب الطلب العالمي على الصلب حتى قبل فرض هذه التعريفات. وقد اتخذت بعض الحكومات خطوات استباقية، حيث بدأت تايوان هذا الأسبوع تحقيقًا لمكافحة الإغراق ضد بعض منتجات الصلب الصينية.

وفي هذا السياق، عقد وزير الصناعة الكوري الجنوبي، آن دوك-غيون، اجتماعًا مع قادة الأعمال يوم الخميس لمناقشة سبل تعزيز استجابة البلاد لهذه الإجراءات. وحثّ الشركات على التواصل الفعّال مع الجهات المعنية في الولايات المتحدة وإبلاغ الحكومة بتطورات المناقشات فورًا. وأكدت وزارة التجارة والصناعة والطاقة أن الحكومة ستعتمد خطة لمواجهة الواردات غير العادلة، تشمل تشديد الرقابة على التدفقات التجارية ومحاولات التحايل.

تحركات حكومية لمواجهة الأزمة

في اليوم نفسه، عقد الرئيس الكوري الجنوبي بالإنابة، تشوي سانغ-موك، اجتماعًا مع كبار صانعي السياسات لمناقشة التداعيات المحتملة للرسوم الجمركية الأمريكية. ودعا إلى تكثيف الجهود الدبلوماسية مع واشنطن لضمان عدم تسبب تدفق المواد التي لم يتم تصديرها إلى الولايات المتحدة ودول أخرى في اضطرابات بالسوق المحلية.

وجاء ذلك بعد أن صرّح ترمب بأن كوريا الجنوبية تفرض تعريفات جمركية مجحفة على المنتجات الأمريكية، حتى أكثر من الصين، منتقدًا دعمها لشركات تصنيع الرقائق مثل “سامسونغ إلكترونيكس”. لكن سيئول نفت هذه الاتهامات، مؤكدة أن متوسط التعرفة الجمركية على الواردات الأمريكية لم يتجاوز 0.79% العام الماضي بفضل اتفاقية التجارة الحرة الموقعة بين البلدين في 2012.

اجتماع مرتقب في واشنطن

ومن المتوقع أن يعقد وزير التجارة الكوري الجنوبي اجتماعًا مع نظرائه الأمريكيين في واشنطن هذا الأسبوع لمناقشة القضايا التجارية العالقة. وتُعد التجارة محورًا أساسيًا في الاقتصاد الكوري الجنوبي، حيث تعتمد كبرى الشركات على الأسواق الخارجية لتحقيق جزء كبير من إيراداتها.