وول ستريت تفقد الثقة في أرباح الشركات الأمريكية.. والأسواق تواجه اضطرابات جديدة!
- alarab-kwt
- ١٦ مارس
- 2 دقائق قراءة

تتراجع ثقة وول ستريت في محركات أرباح الشركات الأمريكية، مما يزيد من احتمالات الاضطرابات في سوق الأسهم التي تعاني بالفعل من ضغوط كبيرة.
رغم الأداء القوي للأرباح، يواصل محللو وول ستريت خفض توقعاتهم لنتائج أعمال الشركات للأشهر الـ 12 المقبلة. ووفقًا لـ “بلومبرغ إنتليجنس”، فإن توقعات أرباح شركات مؤشر S&P 500 تعرضت لمزيد من التخفيضات مقارنة بالترقيات خلال 22 أسبوعًا من أصل 23، وهي أطول فترة منذ أوائل عام 2023.
هذه التوقعات القاتمة قد تزيد من الضغوط على معنويات المستثمرين، خاصة بعد أن تسببت المخاوف من تأثير السياسات الجمركية للرئيس دونالد ترامب في عمليات بيع واسعة، أدت إلى انخفاض مؤشر S&P 500 بنحو 8% من ذروته المسجلة الشهر الماضي. ومع الحاجة إلى نمو قوي في الأرباح لدعم التقييمات المرتفعة، فإن أي علامات على تعثر الشركات في تلبية التوقعات قد تفاقم حالة القلق في الأسواق.
إشارات مقلقة قبل موسم الأرباح
مع اقتراب موسم نتائج الربع الأول في 11 أبريل، والذي سيبدأ بإعلان أرباح “جيه بي مورغان” وبنوك أخرى، بدأت بعض الشركات الأمريكية بإرسال إشارات تحذيرية. فقد أعلنت أميركان إيرلاينز أنها تتوقع خسائر في الربع الأول تفوق التقديرات السابقة بمرتين تقريبًا، بينما خفضت دلتا إيرلاينز توقعاتها للأرباح إلى النصف بسبب ضعف الطلب على السفر الجوي. كما أبدت شركات التجزئة، مثل كوهلز كورب وأبركرومبي آند فيتش ووولمارت، نظرة حذرة حيال أرباحها المستقبلية.
تراجع التوقعات وتأثير الرسوم الجمركية
يتوقع المحللون حاليًا ارتفاع أرباح شركات S&P 500 بنسبة 10% في 2025، مقارنةً بتوقعات سابقة بلغت 13% في يناير، وفقًا لـ “بلومبرغ إنتليجنس”. لكن هناك مجال لمزيد من التخفيضات، حيث قد تنخفض التقديرات إلى نمو يتراوح بين 7% و9%، نتيجة الضغوط التي تفرضها التعريفات الجمركية على هوامش أرباح الشركات.
وقال سكوت كرونرت، رئيس استراتيجية الأسهم الأمريكية في “سيتي غروب”:
“لا يزال هناك خطر خفض التوقعات مع تعرض المزيد من الشركات لسياسات ترامب الجمركية.”
من جهته، خفّض ديفيد كوستين، كبير استراتيجيي الأسهم الأمريكية في “غولدمان ساكس”، تقديراته لنمو أرباح العام بأكمله من 11% إلى 9%، مشيرًا إلى أن مؤشر S&P 500 قد ينهي 2025 عند 6,200 نقطة، مقارنةً بتوقعات سابقة بلغت 6,500 نقطة.
توجه المستثمرين نحو الملاذات الآمنة
وسط هذه التوقعات القاتمة، بدأ المستثمرون في البحث عن ملاذات آمنة، حيث سجل الذهب ارتفاعات قياسية، وزادت مشتريات سندات الخزانة الأمريكية منذ منتصف فبراير. كما لجأ بعض المستثمرين إلى زيادة مخصصاتهم النقدية وتقليل تعرضهم للأسهم ذات القيمة السوقية الكبيرة.
هل تتكرر تجربة 2018؟
رغم هذه التحديات، يرى بعض الخبراء أن تأثير السياسات التجارية على أرباح الشركات قد يستغرق وقتًا حتى يظهر بوضوح. فقد شهدت الأسواق وضعًا مشابهًا خلال ولاية ترامب الأولى، حيث تأخرت تداعيات الحرب التجارية مع الصين على الأرباح حتى عام 2019. لكن في ذلك الوقت، كان الاقتصاد مدعومًا بتخفيضات ضريبية كبيرة.
أما الآن، فمع تصاعد الضغوط الاقتصادية، يواجه ترامب مطالبات بطرح مشروع قانون ضريبي شامل في ولايته الثانية، وهو ما قد يكون له تأثير كبير على الأسواق خلال الفترة المقبلة.
المصدر: بلومبرغ
Comments