بكين 15 يناير 2025 (شينخوا) قال يينغ يونغ، رئيس بلدية العاصمة الصينية بكين، يوم الثلاثاء الماضي إن الناتج المحلي الإجمالي للبلدية ارتفع بنحو 5.2 في المائة على أساس سنوي في عام 2024.
وخلال تقديمه تقرير عمل حكومي أثناء الدورة السنوية لمجلس نواب الشعب لبلدية بكين، أوضح يين أن نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي في بكين لا يزال من بين أعلى المعدلات على مستوى البلاد.
وأضاف يين أنه في مواجهة بيئة معقدة وصعبة، طرحت المدينة "سلسلة من الإجراءات المستهدفة لضمان نمو مستقر وسليم لاقتصاد العاصمة بشكل عام".
وفي العام الماضي، عملت بكين على تعزيز وتحسين محركها الاقتصادي لقطاعات التصنيع المتقدمة، من خلال تنفيذ 40 سياسة مستهدفة لدعم صناعات مثل الأجهزة الطبية والمواد الجديدة.
والجدير بالذكر أن حجم صناعة الأدوية والرعاية الصحية في المدينة تجاوز تريليون يوان (حوالي 139.12 مليار دولار أمريكي) لأول مرة. وبدأت مشاريع السيارات الكهربائية الرئيسية، بما في ذلك تلك الخاصة بشركات مثل "شياومي" و "لي أوتو"، في الإنتاج، مما ساهم في تصنيع ما يقرب من 300000 سيارة طاقة جديدة في العاصمة - بزيادة ثلاثة أضعاف تقريبا.
إن نجاح بكين في قطاعات التكنولوجيا الفائقة هذه متجذر بعمق في شبكة الابتكار القوية لديها، لا سيما في المراكز الرئيسية مثل تشونغقوانتسون، التي يشار إليها غالبا باسم "وادي السيليكون" في الصين.
ووفقا للتقرير، تقود بكين البلاد في عدد شركات التكنولوجيا الفائقة وشركات "العمالقة الصغار" وشركات اليونيكورن.
ويشير مصطلح "العمالقة الصغار" إلى النخب الجديدة للشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم العاملة في التصنيع، وهي شركات ذات تخصصات في السوق المتخصصة وتمتلك أحدث التقنيات.
ولم تقتصر الإجراءات الاستباقية للمدينة على المجال الصناعي. ففي عام 2024، اتخذت المدينة التي يبلغ عدد سكانها 21 مليون نسمة أيضا خطوات مهمة لتحقيق الاستقرار في سوق العقارات، الذي واجه تحديات في السنوات الأخيرة.
وتماشيا مع الاتجاه الوطني الأوسع للتحفيز، طرحت البلدية حزمة سياسات عقارية، تضمنت خفض نسب الدفعة الأولى ومعدلات الرهن العقاري وتحسين إجراءات تقييد الشراء، مما عزز بنشاط استقرار سوق العقارات وصعوده.
وقال جاو يوان، مدير معهد بكين ليانجيا للأبحاث، "يظهر سوق الإسكان في المدن الرئيسية مثل بكين علامات واضحة على الاستقرار، حيث يستعيد السكان الثقة في شراء العقارات"، واصفا الانتعاش بأنه نتيجة لاستعادة ثقة السوق ويعد مؤشرا على انتعاش أكثر استدامة.
ويتوافق هذا التركيز على الاستقرار الاقتصادي أيضا مع استراتيجية بكين الأوسع لتعزيز التجارة الخارجية والاستثمار. وشهدت المدينة تجاوز إجمالي حجم الواردات والصادرات 3.5 تريليون يوان في عام 2024.
وأنشأت ثماني شركات أدوية كبرى ذات تمويل أجنبي، بما في ذلك عمالقة عالميون مثل "إيلي ليلي" و "فايزر" و "باير"، مراكز بحث وتطوير جديدة في بكين في عام 2024، مما يشير إلى الدور المتنامي للمدينة في الأعمال الدولية.
وشهدت بكين أيضا طفرة كبيرة في السفر في عام 2024، مما ساهم كثيرا في رسم ملامح مشهدها الاقتصادي. وتجاوز إجمالي عدد المسافرين عبر مطاري المدينة 117 مليون مسافر، بزيادة بنسبة 26.2 في المائة على أساس سنوي، حيث شكل المسافرون الدوليون 16.8 في المائة من الإجمالي.
وارتفعت السياحة الوافدة إلى بكين بنسبة 186.8 في المائة مقارنة بعام 2023، مسجلة أرقاما قياسية جديدة بكل من أعداد السياح والإيرادات، وفقا للتقرير.
وسعيا لدعم تدفق الزوار الدوليين، قامت بكين بترقية الخدمات في مجالات مثل النقل والإقامة والتسوق والمدفوعات. كما قدمت المدينة عروضا سياحية جديدة، بما في ذلك مسارات المشي وركوب الدراجات على طول محور بكين المركزي، الذي تم إدراجه كموقع للتراث العالمي لليونسكو في عام 2024 ، وأنشطة مهرجان الفوانيس، التي حظيت بشعبية خاصة بين الزوار الأجانب، وفقا لمكتب الثقافة والسياحة في بلدية بكين.
وبالإضافة إلى هذه التطورات، انعكست الحيوية الاقتصادية لبكين بشكل أكبر في زيادة بنسبة 3.1 في المائة في إيرادات موازنتها العامة، بينما ظل معدل البطالة على أساس المسح في المناطق الحضرية في المدينة ثابتا عند حوالي 4.1 في المائة. وعلاوة على ذلك ، شهد سكان المدينة زيادة بنسبة 4.5 في المائة في نصيب الفرد من الدخل المتاح، مع ارتفاع مؤشر أسعار المستهلكين، وهو مقياس رئيسي للتضخم، بنسبة 0.1 في المائة.
واستشرافا لعام 2025، أشار يين إلى أن بكين تهدف إلى تحقيق نمو لناتجها المحلي الإجمالي بنسبة 5 في المائة تقريبا، ومواصلة مسارها المتمثل في التقدم المطرد وسط الاستقرار.
留言