top of page

الصين مستعدة لتعميق التعاون الثنائي مع الكويت في العام الجديد


بقلم تشو شيوان

تلقى العالم العربي والعالم بأكمله خبرا حزينا قبل نصف شهر بوفاة أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، وبالنسبة إلى الصين فلم تمر هذه المناسبة الحزينة مرور الكرام إنما تبادلت الصين من خلال بروتوكولاتها الرسمية مشاعر العزاء للقيادة والشعب الكويتي



حيث أرسل الرئيس الصيني شي جين بينغ رسالة إلى أمير الكويت الجديد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح لتقديم التعازي في وفاة الأمير الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، وقد جاء في الرسالة "بالنيابة عن الصين حكومة وشعبا وبالأصالة عن نفسه فقد أعرب الرئيس شي عن تعازيه العميقة في وفاة الشيخ نواف، ويقدم تعازيه الصادقة لأسرته وللشعب الكويتي"، في ذات السياق أشار الرئيس شي إلى أن رحيل الشيخ نواف يشكل خسارة كبيرة للشعب الكويتي، وقال إن الشعب الصيني فقد أيضا صديقا عزيزا.

وفي الوقت نفسه، جاءت التهاني سريعة ومبشرة من الجانب الصيني لأمير الكويت الجديد حيث بعث الرئيس شي برقية تهنئة إلى أمير الكويت الجديد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح بمناسبة تعيينه أميرا للكويت خلفًا للأمير الراحل الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، وأشار إلى أن الصداقة التقليدية بين الصين والكويت عميقة، وأن العلاقات الثنائية حققت تقدما كبيرا منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية قبل ما يزيد على 50 عاما.

يمكننا القول إن الصين والكويت علاقتهما متجذرة وطويلة؛ علاقة قائمة على الاحترام والود والمنفعة المتبادلة بين الطرفين، ويذكر أن الكويت هي أول دولة عربية خليجية تُقيم علاقات دبلوماسية مع الصين، كما إنها أول دولة في الشرق الأوسط وقعت وثيقة التعاون بشأن بناء الحزام والطريق مع الصين، وذلك يدل على أن البلدين متفقان تماما في الرؤى فيما يخص العمل المشترك وطبيعة العلاقة بين الدولتين، وكما أن الكويت تولي اهتماما بالصين وبالعلاقة الوثيقة معها، فإن الصين تولي اهتماما بالكويت، وقد أكدت على ذلك الخارجية الصينية؛ حيث جاء ذلك في تصريحات لمتحدثة الخارجية الصينية هوا تشو نينغ عقب استقبال الرئيس الصيني شي جين بينغ لولي العهد الكويتي الشيخ مشعل الأحمد الصباح في مدينة هانغتشو، شرقي الصين في سبتمبر الماضي؛ حيث قالت إن بكين "تولي اهتمامًا بالغًا لتطوير العلاقات الصينية – الكويتية".

وأثناء زيارة الشيخ مشعل الأحمد الصباح إلى الصين في سبتمبر العام الماضي، قد وقعت الصين والكويت العديد من اتفاقيات التعاون في مجالات مختلفة، منها الطاقة المتجددة وإنشاءات البنية التحتية والحوكمة البيئية، ومن أهم هذه الاتفاقيات: مذكرة تفاهم بين بلدية الكويت واللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح بالصين للتعاون بشأن المنظومة الخضراء منخفضة الكربون لإعادة تدوير النفايات، ومذكرة تفاهم بين وزارة الاشغال العامة بالكويت واللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح بالصين للتعاون في مجال البنية التحتية البيئية لمحطات معالجة مياه الصرف الصحي، ومذكرة تفاهم بين وزارة الكهرباء والماء والطاقة المتجددة في الكويت والإدارة الوطنية للطاقة بالصين للتعاون في مجال منظومة الطاقة الكهربائية وتطوير الطاقة المتجددة، ومذكرة تفاهم بين حكومة الكويت وحكومة الصين بشأن التعاون في مشروع ميناء مبارك الكبير، ومذكرة تفاهم بين هيئة تشجيع الاستثمار المباشر في الكويت ووزارة التجارة في الصين بشأن التعاون في مجال المناطق الحرة والمناطق الاقتصادية، ومذكرة تفاهم بين المؤسسة العامة للرعاية السكنية بالكويت ووزارة التجارة في الصين للتعاون في مجال التطوير الاسكاني.

يذكر أن سمو الشيخ مشعل الأحمد الصباح أمير الكويت صديق للصين، وحملت زيارته الأخيرة للصين العديد من الاتفاقيات، والتي إذا نظرنا لطبيعتها لوجدنا أنها تفتح آفاق مهمة في مسارات التعاون الصيني الكويتي، وبالأخص فيما يتعلق بتطوير البنية التحتية وتشجيع الاستثمار المتبادل وهذا سيكون له شأن كبير في قادم الوقت، وسيفتح معه الكثير من فرص التعاون والتبادل المستقبلي.

٠ تعليق

Comments


bottom of page