أعلن الرئيس الصيني شي جين بينغ، ورئيس غينيا الاستوائية تيودورو أوبيانغ نغيما مباسوغو، هذا القرار خلال محادثاتهما في بكين.
وقال شي إن الصين وغينيا الاستوائية صديقتان وشريكتان جيدتان، وتتسم علاقاتهما بمستوى عال من الثقة السياسية المتبادلة.
وأضاف أنه منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية قبل أكثر من نصف قرن مضى، يساعد الجانبان بعضهما البعض في السراء والضراء، ويدعمان بعضهما البعض بقوة في القضايا المتعلقة بالمصالح الأساسية والشواغل الكبرى لكل منهما.
وقال شي إنه في ظل الظروف الجديدة، فإن تعزيز العلاقات بين الصين وغينيا الاستوائية وتنميتها يتماشيان مع المصالح الأساسية والتطلعات المشتركة للبلدين وشعبيهما.
وأضاف أن الصين تدعم غينيا الاستوائية بقوة في حماية سيادتها الوطنية واستقلالها، ومعارضة التدخل الخارجي، واستكشاف مسار تنميتها الخاص بشكل مستقل.
واستطرد قائلا إن الصين مستعدة لاغتنام فرصة الارتقاء بالعلاقات الثنائية لزيادة تعميق التبادلات الودية مع غينيا الاستوائية وتبادل الخبرات في الإصلاح والتنمية والحد من الفقر، بهدف ضخ زخم دائم في الصداقة التقليدية بين البلدين.
وأشار شي إلى أن الصين تدعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية في غينيا الاستوائية، وتدعم جهود البلاد لتعزيز التنويع الاقتصادي والتصنيع، وهي على استعداد لتحقيق التضافر الوثيق بين إنجازات منتدى التعاون الصيني-الإفريقي (فوكاك) ومبادرة الحزام والطريق من ناحية و"أجندة غينيا الاستوائية 2035" من الناحية الأخرى لتحسين جودة وأداء التعاون في مختلف المجالات.
وقال إن الصين تشجع الشركات الصينية المؤهلة على الاستثمار في غينيا الاستوائية، وهي على استعداد لتشارك الخبرات التنموية في مجالات الزراعة والشؤون الريفية مع غينيا الاستوائية، ومواصلة تنفيذ مشروعات المساعدة الفنية الزراعية، وإفساح المجال كاملا لدور الفرق الطبية الصينية ومستشفى الصداقة بين الصين وغينيا الاستوائية، وتعميق الرعاية الطبية والتعليم والتبادلات والتعاون في المجالات الثقافية وغيرها من المجالات، من أجل نقل الصداقة التقليدية بين البلدين من جيل إلى جيل وتحقيق منفعة أفضل للشعبين.
وفي معرض تأكيده على أن العالم اليوم متشابك ويموج بالاضطرابات، وأن التغييرات التي لم نشهدها منذ قرن تتسارع، وأن المجتمع البشري يواجه تحديات غير مسبوقة، قال شي إن الدول النامية بحاجة إلى تعزيز التضامن والتعاون أكثر من أي وقت مضى.
وأضاف أن الصين على استعداد للعمل مع غينيا الاستوائية وغيرها من البلدان النامية للمضي قدما بروح المبادئ الخمسة للتعايش السلمي، وتعزيز التنسيق والتعاون في الشؤون الدولية، وحماية المصالح المشتركة للدول النامية والإنصاف والعدالة الدوليين، لبناء مجتمع مصير مشترك للبشرية.
وفي معرض إشارته إلى أن تنمية التضامن والتعاون مع الدول الإفريقية حجر زاوية هام للسياسة الخارجية للصين، قال شي إن الصين على استعداد لعقد قمة جديدة لمنتدى (فوكاك) مع إفريقيا، ومواصلة دفع الصداقة التقليدية قدما، وتعميق التضامن والتعاون، ومناقشة خطط التنمية والتعاون المستقبلية، وفتح فصل جديد في بناء مجتمع مصير مشترك صيني-إفريقي.
وقال أوبيانغ إن الصين دولة شرقية عظيمة، وشقيقة جيدة وشريكة استراتيجية موثوقة لغينيا الاستوائية. ومنذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين قبل 54 عاما، حافظت علاقاتهما الثنائية دائما على تنمية وديّة وهي حاليا في أفضل فتراتها في التاريخ. يقوم التعاون بين الصين وغينيا الاستوائية دائما على أساس المساواة والاحترام المتبادل، ولا يُفرض على الآخرين مطلقا.
وذكر أن الفرق الطبية الصينية في إفريقيا ومستشفى الصداقة بين الصين وغينيا الاستوائية وغيرها من المشروعات الهامة أفادت السكان المحليين وأصبحت رمزا للصداقة بين إفريقيا والصين، مضيفا أن غينيا الاستوائية على استعداد لفتح أبوابها أمام الصين، وترحب بالشركات الصينية للاستثمار وتنفيذ التعاون في غينيا الاستوائية لمساعدتها على تحقيق التنويع الاقتصادي والتصنيع وضمان التنمية الوطنية الدائمة والصحية.
وقال إن رؤية بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية، ومبادرة الحزام والطريق، ومبادرة التنمية العالمية، ومبادرة الأمن العالمي، ومبادرة الحضارة العالمية، وهي المبادرات التي اقترحها الرئيس شي، تفضي إلى تعزيز السلام والتقدم العالميين وخلق عالم أفضل.
وأوضح أن غينيا الاستوائية تقدّر بشدة جهود الصين النشطة في تعزيز التسوية السياسية للقضايا الإقليمية الساخنة وتعزيز السلام والتنمية العالميين، مضيفا أن غينيا الاستوائية على استعداد لتعزيز التعاون مع الصين في أطر منتدى التعاون الصيني-الإفريقي (فوكاك) والبريكس وغيرهما، من أجل تعزيز نظام حوكمة عالمي أكثر نزاهة وإنصافا.
وفي معرض إشارته إلى أن غينيا الاستوائية تتمسك بقوة بمبدأ صين واحدة، قال أوبيانغ إن هناك صين واحدة فقط في العالم، وإن تايوان جزء لا يتجزأ من أراضي الصين، وإن حكومة جمهورية الصين الشعبية هي الحكومة القانونية الوحيدة التي تمثل الصين بأكملها، مضيفا أن غينيا الاستوائية تعارض أي شكل من أشكال ما يسمى "استقلال تايوان" وتدعم بشدة الجهود التي تبذلها الحكومة الصينية لتحقيق إعادة التوحيد الكامل.
وشهد رئيسا البلدين التوقيع على وثائق تعاون ثنائي في مجالات الاستثمار والتنمية الاقتصادية والاقتصاد الرقمي والتنمية الخضراء وتنفيذ مبادرة التنمية العالمية ومجالات أخرى.
كما أصدر الجانبان بيانا مشتركا بشأن إقامة شراكة تعاونية استراتيجية شاملة.
Comments