تواجه مفاوضات الهدنة بين حركة حماس وكيان الاحتلال تعقيدات متزايدة بعد اكتشاف جيش الاحتلال جثث ستة أسرى في نفق بمدينة رفح، بينهم أسير أمريكي. هذا الحدث أثار غضباً كبيراً داخل الكيان، مما أدى إلى تصاعد الضغوط على حكومة اليمين المتطرف برئاسة بنيامين نتانياهو، وسط دعوات إلى شل الاقتصاد وتنظيم تظاهرات ضخمة حتى إبرام صفقة تبادل مع حماس.
وفي محاولة للتنصل من مسؤولياته عن فشل حماية الرهائن، شن نتانياهو هجوماً على حماس، مؤكداً أن تل أبيب "لن تهدأ حتى يتم القبض على المسؤولين عن قتل الرهائن"، وأن حكومته ملتزمة بالتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الباقين. وادعى نتانياهو أن "من يقتل الرهائن لا يسعى لتحقيق اتفاق".
في خطوة تصعيدية غير مسبوقة منذ بدء الحرب، أعلن الاتحاد العام للعمال في كيان الاحتلال (الهستدروت) عن إضراب عام اليوم الاثنين، للمطالبة بإبرام صفقة تبادل فورية لإطلاق سراح الأسرى المحتجزين في غزة. وأكد أرنون بار دافيد، رئيس الاتحاد وأحد أبرز قادة النقابات العمالية في تل أبيب، خلال مؤتمر صحفي، أن الإضراب العام هو السبيل الوحيد للضغط على الحكومة.
وأضاف بار دافيد أن جميع عمليات الإقلاع والهبوط في مطار بن غوريون ستتوقف اعتباراً من الساعة الثامنة صباحاً، مشدداً على أهمية التوصل إلى اتفاق يفوق في أهميته أي شيء آخر.
كما اتهم بار دافيد حكومة نتانياهو بتعطيل صفقة إطلاق سراح الرهائن لأسباب سياسية، مؤكداً أن عودة الحياة إلى طبيعتها تتطلب إتمام هذه الصفقة.
يشمل إضراب نقابة العمال معظم المرافق الحيوية في الكيان، مثل المواصلات العامة والمطارات ودوائر الموظفين الحكوميين، مما يُنذر بشلل تام في البلاد غداً وزيادة الضغوط على الحكومة.
تأتي هذه التحركات في وقت يشهد فيه الوضع في تل أبيب تطورات سريعة، حيث أعلن الجيش في وقت سابق استعادة جثث 6 رهائن من نفق في رفح، ويبدو أنهم قُتلوا قبل وصول القوات إليهم بقليل.
ودعا منتدى عائلات الرهائن والمفقودين الجمهور للانضمام إلى تظاهرة حاشدة للمطالبة بوقف كامل للأنشطة في البلاد والتنفيذ الفوري لاتفاق إطلاق سراح الرهائن. كما دعا زعيم المعارضة يائير لابيد إلى الإضراب العام دعماً لهذه المطالب.
Comments