شي جينبينغ يتحرّك لتعزيز نفوذ بكين في جنوب شرق آسيا بمواجهة التصعيد التجاري الأميركي

استهلّ الرئيس الصيني شي جينبينغ جولة آسيوية انطلقت من فيتنام، بهدف ترسيخ العلاقات الاقتصادية مع شركاء الإقليم، في ظل التصعيد الجمركي الذي تقوده واشنطن ضد بكين. وتشمل جولة شي كلاً من ماليزيا وكمبوديا، في مسعى لتعويض الأثر السلبي للرسوم الجمركية الثقيلة التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب على الصادرات الصينية، ولترسيخ صورة الصين كقوة موثوقة ومستقرة، على النقيض من السياسات الأميركية التي اتجهت مؤخراً نحو الحمائية وفرض الرسوم حتى على الحلفاء.

وأكد شي في مقال نُشر بصحيفة «نان دان» الفيتنامية على ضرورة الدفاع عن النظام التجاري المتعدد الأطراف، وحماية سلاسل الإمداد العالمية. كما شدد على أن الحروب التجارية لا تفرز منتصرين، بل تزيد من الاضطراب الاقتصادي العالمي.

وتُعدّ دول جنوب شرق آسيا سوقاً رئيسية للسلع الصينية، حيث بلغت صادرات بكين إليها نحو 586.5 مليار دولار العام الماضي، بحسب الجمارك الصينية. ويُنتظر أن تدعم هذه الجولة مساعي الصين لتحسين موقعها في مواجهة الضغوط الأميركية، لاسيما أن المنطقة شهدت تحولاً جزئياً في سلاسل الإنتاج نحو دول مثل فيتنام، التي استفادت من انسحاب بعض الشركات من السوق الصينية.

وبالرغم من العلاقات الوثيقة بين بكين وهانوي، لا تزال الخلافات في بحر الصين الجنوبي تلقي بظلالها، خصوصاً في أرخبيل باراسيل المتنازع عليه. ويقول محللون إن شي سيحاول استغلال السياسة الحمائية الأميركية للتأثير في “دبلوماسية الخيزران” التي تنتهجها فيتنام، وتحويل توازنها نحو الصين.