وفق تقدير باحث متخصص في الشأن الفلسطيني، فإن هذا الأمر؛ يعني أن سفراء إسرائيل "فشلوا" في مهمتهم لتحسين علاقات تل أبيب بشعوب هذه الدول، وأنها خسرت المعادلة التي كانت تطمع في تحقيقها، وهي "أخذ كل شيء".
إخلاء سفارات
اتخذت إسرائيل في الأسبوع الأخير إجراءات استثنائية لتأمين أو إجلاء دبلوماسييها في عدة دول، منها:
غادرت إيريت ليليان، سفيرة إسرائيل لدى أنقرة، تركيا مع الدبلوماسيين الإسرائيليين الآخرين، يوم الخميس متجهين نحو تل أبيب، بعد تعرض السفارة لمحاولة اقتحام من محتجين.
أصدر مجلس الأمن القومي الإسرائيلي تحذيرا من السفر إلى تركيا، كما حث الإسرائيليين في تركيا على المغادرة في أقرب وقت ممكن؛ نظرا لوجود احتجاجات شعبية.
قالت قناة "كان" العبرية، الخميس، إن إسرائيل أخلت سفارتها في البحرين، بعد محاولة اقتحامها من جانب محتجين غاضبين.
استدعت وزارة الخارجية التشيلية، السفير الإسرائيلي لديها بسبب انتقاده لسلطات البلاد على خلفية موقفها لحجم التصعيد الإسرائيلي في غزة.
استدعت وزارة الخارجية الإسرائيلية، سفيرة كولومبيا في تل أبيب، مارغاريتا منخاريز، لـ"توبيخها"، بسبب تصريحات رئيس بلادها، جوستافو بيترو، الذي انتقد كذلك حجم التصعيد الإسرائيلي في غزة، وفي وقت سابق طلبت كولومبيا من السفير الإسرائيلي المغادرة.
أجلت وزارة الخارجية الإسرائيلية موظفي سفارتي إسرائيل في كل من مصر والمغرب، بعد خروج مظاهرات في البلدين ضد الهجمات الإسرئيلية، وسبق أن سحبت طاقم سفارتها في الأردن.
وفق وسائل إعلام عبرية، فإن عمليات الإخلاء تأتي ضمن حالة التأهب القصوى المعلنة في جميع السفارات الإسرائيلية حول العالم، وإجراءات أمنية إضافية، ونقل مبعوثين من الدول الحساسة إلى دول أكثر أمانا.
معادلة غير ناجحة
مدير مركز القدس للدراسات المستقبلية، أحمد رفيق عوض الله، شرح لموقع "سكاي نيوز عربية"، أبعاد سحب الدبلوماسيين الإسرائيليين:
سحب الدبلوماسيين يشير إلى أن إسرائيل رغم وجود علاقات لها مع بعض الدول في المنطقة، إلا أنها عمليا لم تندمج في الإقليم على المستوى الشعبي.
تشعر إسرائيل دائما بأنها ضيف غير مرغوب في وجوده، وصورتها العامة سلبية، ولم تملك مقومات دولة الفن أو الخير أو الموسيقى أو السياحة.
صورة إسرائيل أنها دولة عنيفة ومتوحشة تتوجس منها الشعوب.
إجراءاتها الأخيرة بشأن سفاراتها ليس مجرد انتكاسة لها، ولكنه إشارة على أن دبلوماسييها لم ينجحوا على الإطلاق.
إسرائيل تصر على الجمع بين التناقضات، فمن جهة تصر على استمرار احتلال الأراضي الفلسطينية، ومن جهة اخرى تسعى لخلق علاقات جيدة مع الإقليم.
على إسرائيل إنهاء الاحتلال، ثم البحث عن القبول لدى الشعوب العربية والتعامل معها كدولة طبيعية؛ فلا يمكن لإسرائيل الحصول على كل شئ، الأرض والسلام والتطبيع، إنها معادلة خاطئة.
إذن سحب السفراء بشكل مستمر هو تعبير عن الاختلال في هذه المعادلة.
حصيلة القتلى
في اليوم 14 الحرب، التي اندلعت بعد هجوم غير مسبوق لحركة حماس، قالت وزارة الصحة الفلسطينية، الجمعة، إن 13 شخصا، بينهم 5 أطفال، قتلوا برصاص الجيش الإسرائيلي في مخيم نور شمس شرقي مدينة طولكرم بالضفة الغربية المحتلة. وتسبب القصف الإسرائيلي على غزة حتى الآن في مقتل 3785 شخصا، وفق وزارة الصحة الفلسطينية في القطاع، ونزوح أكثر من مليون شخص من منازلهم الى مناطق أخرى، لا سيما إلى جنوب القطاع، هربا من القصف. وفي الجانب الإسرائيلي قتل أكثر من 1400 شخص، وأصيب الآلاف في هجمات للفصائل الفلسطينية. من جانبها، تقول الأمم المتحدة إن سكان غزة البالغ عددهم نحو 2.4 مليون نسمة، نصفهم من الأطفال، أصبحوا على شفير "كارثة"، بعد تشديد إسرائيل حصارها وقطع إمدادات الماء والكهرباء والوقود والغذاء عبر المعابر التي تربطها بقطاع غزة، بينما يقترب الاحتياط الغذائي من النفاد.
Kommentare