أضحت دبابات ميركافا، التي تُوصف بفخر الصناعة الإسرائيلية، مثار سخرية بعد اصطيادها من قبل كتائب القسّام وسرايا القدس في غزة، بقذائف بدائية الصنع أمثال: "قذيفة الياسين-105" أو عبوة "العمل الفدائي" وغيرهما، كما باتت تهدّد بتسريح نحو 10 آلاف إسرائيلي وإغلاق 200 مصنع بعد وقف تصديرها للجيوش الأجنبية.
وقالت كتائب القسّام، مساء الخميس، في بيان، إن عناصرها تمكّنوا على مدار أيام الثلاثاء والأربعاء والخميس، من تدمير 72 آلية عسكرية، أغلبها من دبابات ميركافا ومدرعة النمر، والقضاء على 36 جنديا إسرائيليا، وإيقاع العشرات ما بين قتيل وجريح.
وبخلاف القسّام التي دمّرت، يوم الأربعاء، 5 دبابات ميركافا؛ اثنتان منها في بيت لاهيا، و3 في شرق خان يونس، فضلا عن جرافة إسرائيلية في تل الزعتر، أعلنت "سرايا القدس" يوم الخميس، استهداف 5 دبابات "ميركافا" بشمال وجنوب غزة، واستهداف آليتين بقذائف "التاندوم" بحي الشيخ رضوان.
مذبحة "ميركافا" خلال ديسمبر
خلال شهر ديسمبر الجاري، دمّرت الفصائل الفلسطينية تلك الدبابات من "المسافة صفر" بقذائف "الياسين" وعبوة "العمل الفدائي"، فضلا عن عبوتي "شواظ" و"التاندوم"، بمحاور القتال المختلفة، وكان من أبرز تلك الخسائر:
10 ديسمبر، استهداف 14 دبابة إسرائيلية في حي الشجاعية وشارع الجلاء وتل الزعتر وخان يونس من ناحية الشمال والشرق، فضلا عن حي الزيتون.
14 ديسمبر، اصطياد 5 دبابات ميركافا و4 ناقلات جند في منطقة الشيخ رضوان بقذائف القسّام.
14 ديسمبر، "القسّام" تستهدف 3 دبابات من نوع "ميركافا" بمدينة خان يونس.
14 ديسمبر، اصطياد 4 دبابات في حي الشيخ رضوان بنيران "سرايا القدس".
وفق الناطق باسم كتائب القسّام أبو عبيدة، فإنه تم تدمير 180 آلية عسكرية إسرائيلية كليا أو جزئيا منذ انتهاء الهدنة الإنسانية المؤقتة، مطلع ديسمبر الجاري.
منذ انطلاق عملية "طوفان الأقصى" حتى 7 ديسمبر، فقدت إسرائيل 150 دبابة ميركافا، وفق موقع "Avia pro" العسكري.
يوما الثلاثاء والأربعاء، تم تدمير 72 آلية عسكرية، أغلبها من دبابات ميركافا.
يوم الأربعاء، 5 دبابات ميركافا؛ اثنتان منها في بيت لاهيا و3 شرق خان يونس.
استهداف 5 دبابات "ميركافا" بشمال وجنوب قطاع غزة بقذائف "التاندوم" وآليتين عسكريتين بحي الشيخ رضوان.
سقوط "الميركافا".. كيف تهدّد 10 آلاف إسرائيلي؟
أوقفت إسرائيل، خلال الأيام الماضية، تصدير المئات من دبابات ميركافا القتالية إلى الجيوش الأجنبية، بما في ذلك تلك الموجودة في أوروبا، بسبب الحرب المستمرة في غزة.
ووفق موقع الدفاع العربي، فإن قرار وقف التصدير جاء من قِبل المدير العام لوزارة الدفاع اللواء إيال زمير، بعد مفاوضات مكثّفة بين مديرية التعاون الدفاعي الدولي بالوزارة، وممثلي المشتريات من الجيوش الأجنبية.
أما حسب مقاطع فيديو نشرتها بعض المنصات، فإن الضربات الموجعة التي تلقّتها "ميركافا" وسقوط أسطورتها في غزة، تهدّد 200 مصنع إسرائيلي بالإغلاق وتسريح نحو 10 آلاف عامل، وذلك باشتعال النيران فيها وتدميرها كليا أو جزئيا بمحاور القتال المختلفة، ما يسلّط الضوء على السقوط المروع لتك الدبابة التي يروّج لها الجيش الإسرائيلي، بكونها إحدى أبرز المدرعات بالعالم.
ما أبرز أسلحة "حماس" التي تدمّر "الميركافا"؟
استخدمت كتائب القسّام، بالإضافة إلى "سرايا القدس"، عدة أسلحة بدائية الصنع لمواجهة الآليات المتوغلة في محاور القتال، حيث أثبتت فعاليتها، ومن أبرزها:
قذيفة "الياسين 105"، تلقّب بـ"صائدة الميركافا"، وهي الأكثر شهرة في حرب غزة، وتُحمل على الكتف وتُطلق من مدفع "آر بي جي".
عبوة شواظ، عبوة ناسفة مضادة للدبابات والعربات والأفراد، لها قدرة تدميرية عالية.
عبوة العمل الفدائي، توصف بـ"أيقونة" طوفان الأقصى، وتُلْصَق على أشد الأماكن ضعفا في الآليات العسكرية الإسرائيلية، وتتطلّب تضحية كبيرة من المقاتل.
قنبلة "التاندوم"، نسخة مطوّرة من قذيقة الـ"آر بي جي- 29" الروسية، وتسمّيها دول الناتو بـ"مصاص الدماء".
كيف تحوَّلت فخر الصناعة الإسرائيلية لخردة؟
يقول الخبير العسكري الروسي ليونيد إيفاشوف، لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن اختراق وتدمير قذائف "الياسين" لـ"ميركافا 4" التي تتباهى بها تل أبيب، كونها الأكثر قوة من حيث الهيكل والتدريع، أمر يقلب موازين القوى العسكرية، ويثير تساؤلات بشأن إمكانيات وقدرات تلك القذائف بدائية الصنع، ولا تزيد قيمتها على 500 دولار لتحويل دبابة تصل قيمتها لنحو 6 ملايين دولار وضمن الأقوى عالميا، إلى خردة ومستطيل محترق من المعادن.
يُضيف إيفاشوف:
قذيفة "الياسين" عبارة عن حشوتين متفجرتين، أولهما تخترق الدرع المصفحة، والأخرى تخترق جسم الدبابة.
تنتمي إلى عائلة الـ"آر بي جي-7" الروسية، وسهولة حملها جعلت لها ميزة كبيرة بحرب المدن، كما أنها تطلق من على الكتف.
قذيفة "العمل الفدائي" فعالة ضد الأهداف المدرعة والأفراد، لكنها سلاح خطير يتطلّب تضحية كبيرة من المقاتل.
تلك الأسلحة أسهمت في صمود "حماس"، ومن الممكن أن تغيّر من موازين القوة العسكرية في حرب غزة.
مقاطع الفيديو المنتشرة حول أسلحة الفصائل الفلسطينية، والتي صنعت ما يُشبه بـ"مذبحة" لميركافا التي لها معانٍ دينية وتسمّى بـ"عربة الرب" في اللغة القديمة، دليل على زيف الدعاية بشأن قدرات تلك الدبابة والجيش الإسرائيلي.
Comments