في 2 سبتمبر، ألقى الرئيس الصيني شي جين بينغ خطابًا عبر دائرة الفيديو أمام قمة التجارة العالمية في الخدمات لمعرض الصين الدولي لتجارة الخدمات 2023، أعلن فيه عن التدابير الهامة التي اتخذتها الصين لتوسيع انفتاح صناعة الخدمات.
حيث أكد على أن الصين ستتقاسم إنجازات التحديث الصيني النمط بينما تبذل جهودا مشتركة مع بقية العالم لوضع الاقتصاد العالمي على مسار من الانتعاش المستدام، مضيفا بأن الصين ستعمل على توسيع الطلب المحلي وتسريع بناء سوق محلية قوية واتخاذ زمام المبادرة لزيادة واردات الخدمات عالية الجودة وتشجيع المزيد من صادرات الخدمات كثيفة المعرفة، مشددا على أن الصين ستضخ قوة دافعة جديدة للتنمية العالمية بالفرص التي تولدها السوق الصينية الواسعة وستقدم للعالم خدمات صينية أكثر وأفضل من خلال التنمية عالية الجودة لزيادة إحساس الناس بالكسب في جميع أنحاء العالم.
يعد زخم التعافي الاقتصادي العالمي في الوقت الحاضر غير مستقر، وتتوقع المؤسسات الدولية أن يكون النمو الاقتصادي العالمي هذا العام أقل من 3%. كما تعد تجارة الخدمات جزءًا مهمًا من التجارة الدولية، في حين تعد صناعة الخدمات مجالًا مهمًا للتعاون الاقتصادي والتجاري الدولي،وهي تضخ زخما قويا في تعزيز العولمة الاقتصادية واستعادة الحيوية الاقتصادية وتعزيز مرونة التنمية الاقتصادية العالمية. وتعقد الصين هذا المعرض تحت شعار "الانفتاح يقود التنمية والتعاون من أجل مستقبل مربح للجميع"، وتسعى جاهدة لتوسيع الانفتاح وتعميق التعاون وقيادة الابتكار، لذلك يعتبر هذا المعرض منصة مهمة ستستمر في ضخ زخم جديد من أجل تعزيز التعافي الاقتصادي العالمي من خلال التجارة في الخدمات.
باعتبارها ثاني أكبر اقتصاد في العالم، كيف ستساعد الصين في تعافي الاقتصاد العالمي؟ أكد الرئيس شي جين بينغ أن هذا العام يصادف الذكرى السنوية الـ 45 للإصلاح والانفتاح في الصين، وستواصل الصين تعزيز الانفتاح رفيع المستوى، وتعزيز التحديث على النمط الصيني مع التنمية عالية الجودة بشكل شامل، وتوفير فرص جديدة للتعاون المفتوح بين الدول. حيث ستعمل الصين على خلق بيئة تنموية أكثر انفتاحا وشمولا، وتوثيق أواصر التعاون متبادل المنفعة، وتعزيز مسار التنمية القائم على الابتكار، وتقاسم إنجازات التحديث على النمط الصيني.
باعتبارها دولة رئيسية في تجارة الخدمات العالمية، شرح الرئيس شي جين بينغ بشكل مفصل الكيفية التي ستعزز بها الصين تنمية تجارة الخدمات العالمية، حيث أشار إلى توسيع الشبكة العالمية لمناطق التجارة الحرة ذات المستوى العالي، وإجراء مفاوضات نشطة بشأن القوائم السلبية لتجارة الخدمات والاستثمار، وتوسيع انفتاح مجالات الخدمات مثل الاتصالات والسياحة والقانون والامتحانات المهنية على العالم الخارجي، وتوسيع فتح مناطق العرض الشامل والمناطق التجريبية للتجارة الحرة وموانئ التجارة الحرة ذات الشروط المناسبة في صناعة الخدمات الوطنية، وأخذ زمام المبادرة في المواءمة مع القواعد الاقتصادية والتجارية الدولية عالية المستوى، وتخفيف إجراءات الوصول إلى أسواق صناعة الخدمات، وتعزيز عملية فتح تجارة الخدمات عبر الحدود بطريقة منظمة، وتحسين مستوى توحيد تجارة الخدمات، وتوسع الانفتاح المؤسسي بشكل مطرد، وتعميق التعاون مع الدول المشاركة في بناء "الحزام والطريق" في مجالات تجارة الخدمات والتجارة الرقمية، وتسريع تنمية قوى دافعة جديدة لرقمنة تجارة الخدمات، وتعزيز الإصلاح التجريبي لنظام البيانات الأساسي، وتعزيز الإصلاح والتطوير المبتكر للتجارة الرقمية، والتوسع بنشاط في استيراد الخدمات عالية الجودة وتشجيع توسيع تصدير الخدمات كثيفة المعرفة. وبالتالي فإن هذه الإجراءات المهمة لن تساعد في تعزيز تنمية صناعة الخدمات وتجارة الخدمات في الصين فحسب، بل ستساعد أيضًا في تعزيز ازدهار وتنمية تجارة الخدمات العالمية، بحيث يمكن لنتائج نمو تجارة الخدمات أن تعود بالنفع على شعوب جميع البلدان بشكل أفضل.
يصادف هذا العام الذكرى السنوية الخامسة والأربعين لسياسة الإصلاح والانفتاح في الصين. لذلك فإن العالم يرى صينا أكثر نشاطا ودولة تعمل بكل جد لتوسيع الانفتاح والتعاون، مما يجعلها أكثر جاذبية للبلدان والأطراف الحريصة على الانفتاح والتعاون.
تواصل الصين تحسين بيئة الأعمال، وتوسيع الصناعات والمجالات التي تشجع الاستثمار الأجنبي، وتوفر بشكل استباقي راحة أكبر للمستثمرين الأجانب للمشاركة في التجارة والاستثمار، وتشجع بنشاط التفاوض والتوقيع على المزيد من اتفاقيات التجارة الحرة عالية المستوى واتفاقيات التجارة الإقليمية، وإنشاء بطاقات عمل جديدة بعناية للانفتاح على العالم الخارجي مثل معرض تجارة الخدمات ومعرض الصين الدولي للاستيراد في شنغهاي. وفي الفترة من يناير إلى يوليو من هذا العام، تم تأسيس 28406 مؤسسة ذات استثمار أجنبي في الصين، بزيادة قدرها 34%.
وخلال هذه الدورة أقامت 59 دولة و24 منظمة دولية معارض متنوعة وشاركت فيه أكثر من 2200 شركة بشكل مباشر، مما اجتذب أكثر من 500 شركة من ضمن أفضل 500 شركة في العالم والشراكات الرائدة في القطاعات المختلفة.وقد تجاوز معدل التدويل الإجمالي 20٪، مما يدل على أن المجتمع الدولي متفائل بشأن الاقتصاد الصيني والفرص الهائلة التي يوفرها السوق الصيني.
إن الاقتصاد العالمي يزدهر عندما يكون مفتوحا ويتراجع عندما يكون مغلقا. ستعمل الصين بثبات على توسيع الانفتاح رفيع المستوى على العالم الخارجي، والعمل مع جميع الأطراف لحماية التجارة الحرة التي تم تحقيقها بشق الأنفس والنظام التجاري المتعدد الأطراف، وتقاسم الفرص التاريخية بشكل مشترك لتنمية التجارة العالمية في الخدمات، وجعل العالم أفضل وخلق مستقبل أكثر ازدهار له.
Comments